صعد قمة المنصة الآسيوية في عمر الـ 21 عاماً
كتب الدرّاج الصاعد عبدالله جاسم اسمه في سجلات تاريخ الدراجات الإماراتية، بعد تتويجه بالميدالية الذهبية الأولى للدراجات الإماراتية في تاريخ مشاركاتها بالبطولات الآسيوية تحت 23 عاماً، رفقة زميله محمد المطيوعي، الذي حصل على الفضية.
وقال عبدالله جاسم «جاسم الصغير» كما يطلق عليه نسبة لوالده جاسم سيف بطل الإمارات والخليج السابق: «إن احتراف الدراجات يعتبر تضحية كبيرة، لوجود صعوبات تواجه ممارسي رياضة الدراجات، إذ يحتاج ممارس اللعبة إلى الاجتهاد والمثابرة والحصول على الدعم من اتحاد الدراجات والمؤسسات من أجل تحقيق الأهداف بعيدة الأمد، والانتقال إلى العالمية». وأضاف «جاسم الصغير»، الذي صعد المنصة الآسيوية بعمر الـ21 عاماً، أن شخصيات كثيرة ساندته في مشواره بداية من والده وأشقائه وأصدقائه، وتطرق لتفاصيل في مسيرته عبر الحوار الآتي.
عرفنا ببطل آسيا الجديد عبدالله جاسم.
عبدالله جاسم، عمري 21 سنة، بدأت رياضة الدراجات في عمر الـ13 سنة، وتحديداً في 2015، وقد كانت البداية مع النادي العربي في أم القيوين، بعد أن تعرفت إلى اللعبة بسبب والدي الذي كان بطلاً في الدراجات وصاحب إنجازات، ثم شقيقي أحمد الذي حقق العديد من البطولات أيضاً، ثم شقيقي هارون، وبعد ذلك التحقت مع ابن خالتي برياضة الدراجات، بعد أن كنا نلعب كرة القدم في الفرجان.
هل واجهت عقبات بداية ممارستك الدراجات؟
البداية كانت صعبة، رياضة جديدة، والمسافات كانت طويلة في التدريبات تصل إلى 30 كيلومتراً طوال التمرين، وشاركت في فئة الأشبال، وكانت الأجواء حارة جداً، وبعد أن بدأت في منافسات الأشبال توقفت بعد أسبوع بسبب الصعوبات التي كنت أواجها، ولكن عدت إلى التدريبات بعد أسبوع واحد فقط، وانتظمت في التدريبات.
من أهم الأشخاص الذين ساعدوك؟
عبدالله المنصوري شقيق بطل الدراجات أحمد المنصوري، كان لاعباً في تلك الفترة، وكان يهتم بي بشكل كبير جداً، ويجهزني لبطولة الدولة، وأعتبره مدربي في البداية، وصاحب الفضل عليّ في مشواري بهذه الرياضة، وبعدها حصلت على الدعم من أشخاص ومؤسسات، وليس من النادي العربي فقط، حتى نجحت في الحصول على بطولة الدولة في 2017، إضافة إلى المشاركة والحصول على لقب البطولة الخليجية في قطر، وكنت أصغر دراج، وحققت وقتها زمناً قياسياً.
كيف تم اختيارك لفريق الإمارات للمحترفين؟
نظم الفريق بطولة بعدما أنهيت الخدمة الوطنية، وذلك تحت مسمى «أبطال أدنوك»، وكان الهدف من البرنامج والبطولة هو كيف نصنع يوسف ميرزا آخر، وعلى مدار ثلاثة أيام كانت هناك تدريبات وسباقات يومية شاركت فيها مع صديقيَّ محمد المطيوعي، وعبدالله الحمادي، وكان آخر سباق لمسافة 30 كيلومتراً وحصلت على المركز الأول، وبعدها أبلغنا مدير فريق الإمارات مارو بانضمامنا لممارسة الدراجات تحت رعاية فريق الإمارات لمدة عام، وذلك قبل أن يتم تأسيس فريق الإمارات للشباب.
حدثنا عن بطولاتك العربية والآسيوية وأول ميدالية آسيوية.
شاركت في العديد من البطولات العربية ووفقت بها، ولكن أول بطولة آسيوية كانت في تايلاند، وكان هناك إعداد قوي بالتنسيق بين الاتحاد واللجنة الأولمبية، استمر ثلاثة أشهر في إسبانيا، ولكن كانت النتائج رائعة لكل المشاركين، ولم أوفق في برنامج ضد الساعة، وقبل يوم واحد من السباق الرئيس للبطولة مرضنا جميعاً وعانينا آلاماً في البطن، ولكن في يوم السباق كنت بخير، وشاركت في البطولة، وحصلت على المركز الثالث في أول مشاركة آسيوية وأول ميدالية، وكان ذلك قبل الانضمام إلى فريق الإمارات للمحترفين.
ما الاختلاف الذي شاهدته مع فريق الإمارات؟
الفرق كبير جداً في التدريبات والمشاركات الخارجية والأماكن التدريبية بالتأكيد، إذ هناك العديد من الأمور التي يجب أن تتغير وتكون فارقة عند الانضمام إلى فريق الإمارات للمحترفين الذي لم يتأخر علينا في الإعداد للبطولة الآسيوية في كازاخستان، وكان المستوى واضحاً في معسكر إعداد في إيطاليا الذي كان له تأثير كبير فينا.
حدثنا عن الميدالية الآسيوية الذهبية الأولى.
قبل البطولة كنا في إيطاليا مع فريق المحترفين لمدة أسبوعين، وعند المشاركة في البطولة شاهدنا الفارق الكبير مع البطولة الآسيوية في تايلاند، إذ كنت أنا والمطيوعي بالمركزين الأول والثاني، والفارق مع المركز الثاني أكثر من دقيقتين، وهذا أمر لا يصدق وفارق كبير لم نكن نتخيله، وأعتقد أنه تحقق بفضل الإعداد القوي.
هل توقعت يوماً أن تكون بطلاً لآسيا؟
صراحة كان هذا حلم الطفولة، وبفضل توجيهات يوسف ميرزا في البطولة الآسيوية في تايلاند عند الحصول على المركز الثالث، وسمعت النشيد الوطني للفائز، وحينها تمنيت أن يكون نشيد بلدي في الصدارة، وحصل ذلك في البطولة التالية مباشرة، إذ كنت دائماً ما أحلم بذلك، وعند المشاركة كنت دائماً أتفوق على الدراجين الأكبر مني، وأرى أن حصولي على لقب بطل آسيا في هذا العمر الصغير كان أكبر طموح لي عندما كنت صغيراً، والحمد لله تحقق ذلك.
هل تواجه صعوبات في الجمع بين الدراسة والتدريبات؟
الحمد لله وُفقت في ذلك بعد عام، وكنت في البداية أتخوف من الجمع بين الدراسة والتدريبات، ولكن وجدت الدعم من جامعة حمدان الذكية (كلية إدارة الأعمال والجودة)، فقد كانت متعاونة جداً، ونجحت في أول عام من الجامعة في الحصول على لقب آسيا.
ما بطولاتك المقبلة؟ وما طموحك؟
سأشترك مع المنتخب في بطولة كأس آسيا للمضمار في تايلاند خلال أغسطس المقبل، وكنت منذ زمن أتمنى الاشتراك في سباقات المضمار، وستكون البداية في بطولة آسيا للمضمار مع المنتخب الوطني، ثم المشاركة والتدرج مع الفريق في مختلف السباقات العالمية، وطموحي الآن البحث عن ميدالية عالمية بعد النجاح على المستوى الآسيوي.