َاعلان

الخميس، 3 يونيو 2021

التسامح في الإمارات أسلوب حياة جعلها عاصمة عالمية للتسامح ومنارة للسلام



شكّلت مفردات المحبة والسلام والتسامح والانفتاح والتعايش مع الآخرين مكونات رئيسة في نهج التعددية الثقافية لدولة الإمارات منذ تأسيسها، وباتت الدولة تُعدّ حاضنة لقيم التسامح والسلم والأمان وصون الحريات واحترام الآخر، إذ تضم أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام، وترسّخ قوانين الدولة قيم الاحترام والمساواة، وتجرّم الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف، كما أن الإمارات أضحت شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز العنصري، لتصبح عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب، وهذا ما جعلها مقصداً للجميع من مختلف بلدان العالم، بغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو دينهم.


"التسامح واجب، لأن الإنسان إنسان في المقام الأول، خلقه الله إن كان مسلماً أو غير مسلم"، كلمات رددها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت على نهجها قيادة الإمارات بنشر قيم التعايش، وتأكيد أهمية الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات لتحقيق السلم والاستقرار الدولي، حتى أصبحت الإمارات عاصمة عالمية للتسامح ومنارة للسلام.


ومنذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حرصت الإمارات على بذل كافة الجهود في سبيل تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً، وشق المزيد من دروب السلام والتسامح بإطلاق العديد من المبادرات محلياً وعالمياً، انطلاقاً من أول وزارة تسامح في العالم، والإعلان عن عام التسامح، والمنتدى العالمي السنوي "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، وصولاً إلى جائزة زايد للأخوة الإنسانية، والمعهد الدولي للتسامح، والمؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، بالإضافة إلى العديد من المؤتمرات والمبادرات التي حثت على تعزيز التعايش والسلم عاليماً.


وتعتمد السياسة الخارجية للإمارات بشكل واضح على أسس ثابتة تتمثل بالانفتاح على دول العالم، والاحترام المتبادل، ونبذ العنف والتطرف، ومحاربة الإرهاب وتعزيز السلام والاستقرار في العالم، وتتصدر القائمة نشر قيم التسامح والسلام في شتى أنحاء العالم.


في فبراير (شباط) 2016، استحدثت الإمارات وزارة للتسامح لأول مرة في العالم، وذلك عبر إعلان نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن التشكيل الوزاري الثاني عشر والتغييرات الجوهرية في الحكومة الاتحادية، في خطوة تجسد مساعي الإمارات في نشر رسالة التسامح من الدولة التي تحتضن أكثر من 200 جنسية، إلى شعوب العالم.


وتستضيف الإمارات بشكل سنوي المنتدى العالمي "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، وأطلق المنتدى عدداً من المبادرات الهادفة إلى تعزيز السلم وروح الأخوة الإنسانية في العالم، كان أبرزها مبادرة "حلف الفضول بين الأديان" التي انطلقت خطة تأسيسه من الوعي بضرورة التوسل بآليات أساسية تضمن انخراط أكبر عدد من رجال الدين، من المسلمين والمسيحيين واليهود، في خطوات عملية لتعزيز السلم، وتبني مقاربة تصالحية تتيح لهم تربية أتباعهم وحملهم على تجاوز العداوات ومشاعر الكراهية بكل أنواعها وأصنافها.


وبحضور أكبر تجمع لأصحاب الديانات السماوية والفلسفات الروحية، استضافت الإمارات في فبراير (شباط) 2019، المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً، والتصدي للتطرف الفكري وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف، وتزامن المؤتمر مع الزيارة التاريخية المشتركة لشيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس إلى الإمارات.


فمنذ تأسيس الدولة، كان النهج الرئيس للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سياسة الانفتاح والحوار مع الأخر، وحافظت الدولة على مبدأ عدم الانحياز إلى أي صراعات، وكانت أيادي أبناء الإمارات قيادةً وشعباً دائماً ممدودة للخير والعون والمساعدة لدول العالم أجمع، وترسيخ ما يتحلى به الإماراتيون من قيم الإسلام الحنيف والعادات العربية الأصيلة. وواصلت القيادة الرشيدة هذا النهج، إذ تحوّل التسامح في إلى ثقافية يومية ومنهج وبرنامج عمل ونهج حياة شكّل عمق سياسة دولة الإمارات التي كانت وما زالت وستظل أيقونة للتسامح والقيم الإنسانية الحضارية عالمياً.


ومن صرح زايد ‏الذي يحمل عبق ‏وتاريخ رجل أسس دولة ‏على مبادئ الإنسانية والمساواة، وبحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، صدر عن المؤتمر "وثيقة الأخوة الإنسانية" من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقع عليها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية، ودعت الوثيقة إلى العديد من المبادرات التي تكرس روح التسامح والتعايش بين جميع الأديان.


ومن أبرز مبادرات الوثيقة مشروع "بيت العائلة الإبراهيمية"، المقرر إقامته في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، والذي سيتم افتتاحه في 2022، إذ سيضم البيت كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف صرح واحد، ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات.


وجاءت جائزة زايد للأخوة الإنسانية التي أعلن عنها في 2019 كإحدى ثمار التوقيع على "وثيقة الأخوة الإنسانية"، وتهدف الجائزة إلى الاحتفاء بالأشخاص أو المؤسسات التي تعمل على ترسيخ السلام والعيش المشترك، وبناء جسور التواصل الثقافي والإنساني، وطرح مبادرات عملية ناجحة ومؤثرة للتقريب بين المجتمعات على المدى الطويل.


وفي دلالة واضحة على عمق التسامح الديني الذي تشهده الإمارات، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 14 يونيو (حزيران) 2017، بإطلاق اسم مسجد مريم أم عيسى "عليهما السلام" على مسجد محمد بن زايد في أبوظبي، ولقي هذا التوجيه إشادةً واسعة داخلياً وخارجياً، لما يحمله من ترجمة عملية للتسامح الديني، والذي يحس به كل من وطأت قدماه أرض الخير، كما حمل رسالة عالمية للتسامح من أرض الإمارات.


وحظيت المبادرات الإماراتية لتعزيز السلام والتسامح، بإشادات عالمية واسعة، من أبرزها، إشادة البابا فرنسيس بنهج الإمارات الرامي لإرساء قيم التعايش والتسامح في المنطقة العربية وفي العالم، حيث وصف قداسته التسامح والإمارات بالوجهين لعملة واحدة.


في حين أعرب شيخ الأزهر عن تقديره لما حققته الإمارات من إنجازات على الصعد كافة، ودورها في ترسيخ مبادئ وقيم التسامح والأخوة الإنسانية، وأكد أن "وثيقة الأخوة الإنسانية" الأولى من نوعها هدفت إلى تحقيق الانفتاح بين الأديان، وترسيخ قيم ومعاني العيش المشترك، والوحدة في مواجهة الانعزالية، والفكر المتطرف، وساهمت في مد جسور الحوار بين الشرق والغرب، وإعلاء قيم التسامح والحوار والتآخي بين البشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق