الإمارات قلعة النجاح ورمز لقوة الدول التي تقيس عمرها بالإنجازات لا بعدد السنين، والنموذج الأكثر إلهاماً لمسيرة الأمم وتقدمها وقدرتها على اتخاذ القرارات الشجاعة والتاريخية بخوض السباق مع الزمن والمشاركة الفاعلة في صناعة الحضارة الإنسانية على الصعد كافة إنسانياً وقيمياً ومن خلال الإنجازات المتفردة التي تتم بفضل قيادة قدمت كل ما يلزم ليكون الإبداع سمة شعبها وكل مؤمن برسالتها، فباتت وطن الجميع ومنبع الأمل لقهر المستحيل وتحقيق الأحلام.
ولقد استطاعت دولة الإمارات وخلال العقود الخمسة الماضية، بفضل قيادتها الرشيدة، أن تصنع ما عجزت عنه الكثير من الدول المتقدمة، وأن تتبوأ مكانة متميزة ومتفردة على الخريطة العالمية في مجال العمل الإنساني وحقوق الإنسان، حتى أضحت عنواناً بارزاً للخير والعطاء، ونموذجاً يحظى بالاعجاب والتقدير على مختلف المستويات في التضامن والتكاتف واحترام الآخر. فالإمارات صاحبة رسالة إنسانية وأخلاقية لا تعرف الحدود أو الحواجز، ومبادراتها لا تتوقف من أجل مواجهة التحديات الناجمة عن الكوارث والأزمات والأوبئة العابرة للحدود، ولهذا فإن صورتها تترسخ في العالم، باعتبارها عاصمة العالم الإنسانية بامتياز.
حينما تنظر دول أُنشئت قبل آلاف السنين إلى ما أنجزته الإمارات، ابنة الخمسين عاماً، تقف مشدوهة مندهشة مما ترى. ليس المقصود هنا فقط ما يمكن مشاهدته من معالم عمرانية مبهرة، أو مرافق سياحية تأسر الألباب والعقول، ولكن ما هو أهم، تلك المنظومة الراسخة من القيم والمبادئ والمواقف الإنسانية والحضارية القائمة على إشاعة السلم والمحبة ومناصرة المستضعفين.
تلك المبادئ تجسّدت في مواقف سطرها قادة الإمارات وهي تحرص على الصداقة مع الجميع والإسهام في رخاء وسلام البشرية.. تلك السياسة المستندة إلى حوار الحضارات وتعايش الأديان والتسامح وقبول الآخر، وأن لا يمنع الاختلاف التقارب الإنساني بين الشعوب.
الإمارات - وهي تحتفل باليوبيل الذهبي لتأسيسها - تنهل من الموروث الحضاري الدافق لأمة كبيرة، برسالتها التاريخية والإنسانية، ما يؤهلها اليوم أن تؤدي دوراً ريادياً في صناعة السلام وترسيخ روح التسامح، بعيداً عن الإقصاء والتهميش. هذه الصفات والمزايا لا تقولها الإمارات عن نفسها، إنما هي هويتها وماهيّتها وجوهرها، وكل ذلك باعتراف معظم قادة دول العالم.
التسامح كقيمة إنسانية نبيلة بات مقترنا باسم الإمارات، وهو أشار إليه قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذي قال في مايو 2019، في لقاء مع سارة غازي المهري، القائمة بالأعمال بالإنابة بسفارة الدولة في مدريد، إن التسامح والإمارات وجهان لعملة واحدة، مشيداً بنهج الدولة الرامي لإرساء قيم التعايش والتسامح، وهو ما تُلمس نتائجه في المنطقة العربية والعديد من أنحاء العالم.
وإذا أخذنا آخر الأحداث المهمة عالمياً، ومنها الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في أغسطس الماضي، وما نتج عنه من نتائج صعبة، كان للإمارات دور إنساني بارز حظي باحترام العالم.
وقد أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن تقديره للدعم الذي قدمته الإمارات في عمليات الإجلاء.
لكن التقدير الأمريكي لمواقف الإمارات لم يبدأ مع بايدن، بل كان يصدر دائماً عن الإدارات المتعاقبة في البيت الأبيض.. فالرئيس الأسبق جيمي كارتر، على سبيل المثال، أشاد في 2001 بالمواقف الإنسانية والحضارية للإمارات، وبخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
وسبق له أن أشاد في محاضرة ألقاها بمركز زايد للتنسيق والمتابعة في إبريل من ذلك العام، بجهود المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إحلال السلام في العالم، والإسهام الفعال في رفع المعاناة عن المناطق والشعوب المنكوبة والفقيرة.
وكان جورج بوش الابن، في يناير 2008، أول رئيس أمريكي على رأس السلطة يزور الإمارات. وكانت تلك الزيارة تأكيداً لعلاقة سياسية قوية بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات بحسبانها حليفاً سياسياً قوياً للولايات المتحدة ومساعيها السياسية ولا سيما تلك التي تحاول من خلالها التوصل إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
في أكتوبر 2019، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإمارات، وقال قبيل الزيارة في مقابلة مع «سكاي نيوز عربية» و«العربية» و«روسيا اليوم» إن الإمارات تسهم بدور مهم في حل أزمات المنطقة، وتؤدي دوراً يعزّز الاستقرار.
أضاف: «لن أكشف سراً كبيراً إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل نشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة، فلدينا إمكان ضبط ساعة نشاطنا على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، ونقوم بذلك لما له من فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها».ولفت زعيم الكرملن إلى أنّ روسيا تنظر للإمارات باعتبارها أحدَ الشركاء الواعدين والقريبين جداً.
في يوليو 2018، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ أن الإمارات تتقدم دول الشرق الأوسط من ناحية التنوع الاقتصادي والتسامح والانفتاح، ووصفها بأنها نموذج مثالي للتنمية والازدهار، وأنها تؤدي دوراً إيجابياً في صيانة وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 34 عاماً.
وفي كلمة له لدى وصوله إلى مطار الرئاسة في أبوظبي، قال: «ظلت الصين والإمارات تتعاملان مع بعضهما بعضاً بالاحترام والمساواة وشهدت العلاقات الثنائية تطوراً كبيراً وحقق التعاون في المجالات كافة إنجازات مثمرة». وأكد أن الصين تولي اهتماماً بالغاً لتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الإمارات.
العلاقات بين الإمارات وفرنسا ترتقي إلى شراكة استراتيجية، إذ حقّقت تطورات متلاحقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية وغيرها من المجالات. وارتقت هذه العلاقات إلى أعلى مستوياتها بإعلان الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عام 1997 قيام شراكة استراتيجية بين البلدين في جميع الميادين.
وقد أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والرئيس الفرنسي الأسبق جيسكار ديستان لبنات قوية لعلاقات صداقة متينة بين البلدين وخاصة بعد الزيارة الأولى التي قام بها لفرنسا في عام 1976. وشهدت هذه العلاقات ولا تزال تبادلاً كثيفاً للقاءات والزيارات على أعلى المستويات ما أثمر بناء شراكة اقتصادية ودفاعية وعلمية وثقافية .
الرئيس السويسري غي بارميلين الذي زار الدولة في أكتوبر الماضي قال إن «الإمارات العربية المتحدة لاعب مهم ومؤثر في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا ولذا نناقش بانتظام القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة بما في ذلك أفغانستان». وقال: «لا يسعني إلا أن أقول إنني معجب بما حققه هذا البلد في 50 عاماً فقط منذ تأسيسه وهذا أمر يستحق الثناء والإعجاب.. أرى دولة حديثة ومنفتحة على العالم وفي الوقت نفسه تعتز بتقاليدها وثقافتها.. على هذا النحو تذكرني الإمارات بسويسرا».
ورحب بالخطة الوطنية للتغير المناخي لدولة الإمارات بحلول عام 2050، وهي حملة وطنية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول ذلك العام، ما يجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا تفعل ذلك.
علاقات الإمارات دولياً غير محدودة وليست انتقائية، إنما شملت الدول القريبة والبعيدة، الكبيرة والصغيرة، والغنية والفقيرة. فالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو قال مطلع نوفمبر 2021 إن بلاده ترتبط بعلاقات صداقة متميزة مع الإمارات. وقال لوكالة أنباء الإمارات «وام» إن أندونيسيا تعد الإمارات مركزاً مهماً لتجارتها في منطقة الشرق الأوسط.
وثمن المبادرة الاستراتيجية التي أطلقتها الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، ولفت إلى أن إندونيسيا والإمارات تشتركان في قيم الإسلام الوسطي والاعتدال ويمكنهما معاً التعاون في دعم قيم التسامح ونبذ التطرف الديني وقال «استطاعت الإمارات تعزيز قيم الاعتدال بما يدعم المساعي الدولية لتحقيق السلام والتنمية».
الرئيس الكولومبي إيفان دوكي ماركيز زار جناح الإمارات بمعرض «إكسبو 2020 دبي» في 5 نوفمبرالماضي، وأكد أن بلاده كانت في مقدمة الدول التي دعمت ملف ترشيح الإمارات لتنظيم هذا الحدث، وذلك لما تملكه من قدرات وبنية تحتية متطورة، وقال: إكسبو 2020 دبي، علامة فارقة في تاريخ العالم، وهو فرصة جديدة للنمو الاقتصادي وانتعاش قطاع التجارة العالمي بعد فترة الركود التي مر بها في الجائحة، كما أن «إكسبو 2020 دبي»، سيكون فرصة لحل العديد من المشكلات التي يواجهها العالم.
خلال العام الجاري، قال الرئيس الباكستاني د. عارف علوي في حوار مع «وام» إن ميناءي جوادر وجبل علي يدعمان حركة التجارة الدولية ويعززان بعضهما بعضاً. وفي أول زيارة رسمية له إلى الإمارات، وأضاف أن بلاده ترغب في الاستفادة من نموذج الإمارات في جذب الاستثمارات.
وتابع: «أود التعبير عن إعجابي وتقديري للدور الذي تؤديه دبي على الصعيد الدولي. فقد أصبحت إمارة دبي مثالاً عالمياً يحتذى به في إدارة الأعمال وقد جذبت دول العالم المختلفة للاستثمار على أرضها».
وأوضح علوي أن بلاده ترغب في الاستفادة من تجربة الإمارات مركزاً للتجارة والاستثمار في العالم. وأضاف إن الإمارات أسهمت بأكثر من 200 مليون دولار للقضاء على مرض شلل الأطفال في باكستان في إطار المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان.
وفي مارس 2019، دعا رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، الإثيوبيين إلى أن يأخذوا الإمارات قدوة في العطاء والتطوع، وخدمة أصحاب الهمم، وذلك في خطاب ألقاه أمام مؤتمر الحوار الوطني في بلاده، بحضور نخبة من المثقفين والسياسيين والأكاديميين وممثلين لمختلف القطاعات.
وقال عن مشاهداته من زيارة للإمارات: ما لفت انتباهي مجموعة أطباء قامت بإعادة السمع لنحو 600 من فاقدي السمع من بين ألف كانوا مشاركين في أولمبياد أبوظبي، منهم من كان لا يسمع لنحو 30 إلى 40 عاماً بسبب الفقر ونقص الإمكانات. ووصف كل هذا بالعمل الجبار والإنساني العظيم، قائلاً «لا يوجد عمل مثل العطاء والتطوع».
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ، بنيامين نتانياهو أشار إلى التقدم الذي أحرزته الإمارات، قائلاً «إنها بطلة في ريادة الأعمال ومن بين أكثر المجتمعات تقدماً في العالم»، متوقّعاً أن يؤدي التعاون بين الإمارات وإسرائيل إلى نتائج مبهرة. وأضاف في جولة في تل أبيب في أغسطس 2020: «إن مستثمري إسرائيل يتطلعون إلى الاستفادة من إمكانات الإمارات الواعدة، مثل الاستيراد من منطقتها الحرة».
وحين سئل عن ردود الفعل التي تلت المعاهدة الإبراهيمية مع الإمارات، قال: «إن كثيرين دعموا هذه الخطوة التاريخية، الناس مستعدون للسلام، وهذه الاتفاقية ستغير المنطقة». وفي التعاون الطبي بشأن جائحة كورونا «كوفيد 19»، أكد نتانياهو أن التعاون مع الإمارات، على مستوى تطوير اللقاح، سيساعد العالم برمته.
الإمارات كانت دائماً ولا تزال، حريصة على هويتها العربية ومحافظة على عمقها العربي ومناصرة للقضايا العربية. وهي دائماً معنية باستمرار العلاقات بين الأشقاء العرب. في 14 نوفمبر 2019، أشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في زيارة للدولة بالمواقف المشرفة التي تتخذها الإمارات لدعم مصالح الشعوب العربية وقضاياها، متمنياً لدولة الإمارات مزيداً من الرخاء والازدهار.
وقال الرئيس المصري إن الإمارات وعلى خطى الشيخ زايد وقفت إلى جانب مصر في أصعب المواقف، فالشعب المصري لن ينسى أبداً وقفة الإمارات في أحداث 2013، منوهاً إلى أن هذه الوقفة هي ما عزز ثبات مصر في تلك الفترة الصعبة.
وفي 5 أبريل الماضي، وصف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ،الإمارات بأنها موطن النجاح والإنجاز. وثمن مواقفها المشرفة تجاه بلاده وشعبه، وشدد أن العلاقات الإماراتية العراقية نموذج يحتذى به للعلاقات الثنائية بين الأشقاء.
وأشاد الكاظمي في زيارته الدولة بالوقفة التاريخية لدولة الإمارات مع الشعب العراقي في حربه ضد الإرهاب ودعمها العراقيين وحرصها على المشاركة في عملية إعادة البناء. وأشار الكاظمي إلى أن النجاح الذي تحققه الإمارات في شتى المجالات يجعل كل عربي فخوراً.
وقال: «الإمارات موطن النجاح والإنجاز وبكل اعتزاز نفخر بجميع الإنجازات التي حققتها على مدار خمسة عقود ومبادراتها الرائدة في مختلف المجالات». وأوضح أن العراق حريص على الاستفادة من التجارب الناجحة، مؤكداً أن الإمارات نموذج بارز على صعيد التنمية والعمران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق