يعد التسامح والاعتدال ثقافة متجذرة تسكن وجدان الشعب الإماراتي منذ القدم وهو نتيجة طبيعية لما عايشه أهل الإمارات بين الانفتاح على البحر وسحره الذي يدفع السكان إلى محاولة الغوص في مجاهله واكتشاف الغموض الذي يحيط به والصحراء ذات الأفق الممتد بلا نهاية الأمر الذي يدفع سكانها إلى كثرة التنقل والترحال بحثا عن مصادر الأمن الغذائي والاجتماعي مما يجعل سكانها أكثر ميلا إلى إعانة الآخرين وإكرامهم .
وقد قامت الامارات بتعزيز قيم التسامح والتعايش بمختلف المجالات، وجعل التسامح نهجاً راسخاً في حياة كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، وعززت الانفتاح على الثقافات المختلفة، والتعايش السلمي ، وأكد مسؤولون أن التسامح مصدر تناغم المجتمع، وقوة الإمارات الناعمة، وأن الدولة قدمت نموذجاً فريداً في التعايش واحترام الآخر.
وقد عززت الإمارات جاذبيتها للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وذلك من واقع نتائج مؤشر الثقة في الاستثمار 2022، الصادر عن «كيرني»، ويرصد أفضل دول العالم في تهيئة مناخها التجاري لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال توفير الثقة وغيرها من الظروف الملائمة.
واحتفظت الإمارات بصدارتها على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمؤشر الشركة الأمريكية للاستشارات المهنية، كما تقدمت مركزاً في ترتيبها العالمي هذا العام لتنال المركز 14 مقارنة بالـ 15 في إصدار العام الماضي.
وحصلت الإمارات هذا العام على رصيد إجمالي بلغ 1.775 درجة، تفوقت بها على هولندا، كوريا الجنوبية، بلجيكا، سنغافورة، البرتغال، النمسا، الدنمارك، البرازيل، النرويج، قطر وأيرلندا، التي جاءت في المراكز من 15 إلى 25 على التوالي. ورصدت «كيرني» في التقرير المُرفق بنتائج المؤشر احتفاظ الإمارات بمكانتها كأفضل وجهة إقليمية في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة فضلاً عن تقدمها المُطرد على المؤشر العام.
وقال رودلف لوميير، شريك ورئيس «معهد التحولات الوطنية» الذي يتبع «كيرني»: «يُشير التقدم المُطرد الذي حققته الإمارات على المؤشر، حيث قفزت من المركز 21 عالمياً عام 2017 إلى 14 عالمياً هذا العام، إلى مدى قوة الثبات والزخم لديها. ولقد أسهم نجاح «إكسبو دبي» مع استمرارية الإمارات في تعزيز بنيتها التحتية التقنية العصرية في تنويع اقتصادها ». وأشار إلى نجاح الإمارات في احتواء «كوفيد19» في جعل الإمارات وجهة سياحية عالمية مُتألقة خلال 2021، بينما كانت غالبية الوجهات السياحية الأخرى في العالم ما زالت مُغلقة بسبب الجائحة، الأمر الذي أسهم بدوره في تسريع إيقاع التعافي.
أكد الشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي، رئيس مجلس إدارة اتحاد الإمارات لبناء الأجسام، أن الإمارات لا تزال تحصد العديد من المكاسب التي تحققت مع النجاح الكبير والمميز للمعرض العالمي «إكسبو 2020 دبي»، ما يمهد لنقلة نوعية مميزة مقبلة في مختلف المجالات، ومنها الرياضة. وتحدث، في حوارات المستقبل عبر «البيان»، عن دور الرياضة في إنعاش اقتصاد الإمارات خلال الـ50 عاماً المقبلة، وامتدح دور جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، مؤكداً أنها أصبحت بمثابة المحرك الرئيس والحافز الأكبر لتطوير مستوى الرياضيين محلياً وعربياً وعالمياً، لأهميتها في التحفيز على النجاح والتميز لاعتلاء منصات التتويج العالمية، وأكد أن الإمارات وجهة عالمية لاستقطاب المستثمرين بفضل «التسامح والتعايش»، اللذين يعتبران منهجاً أساسياً في الدولة.
ونوه بأهمية العودة للرياضة المدرسية لاستكشاف المواهب وتطوير مستوياتهم لصناعة أبطال أولمبيين، ما يعد أساس الإنجازات. وأشار إلى أهمية بناء منتخبات قوية في كل الألعاب، وكيفية الوصول إلى وجود مثل هذه المنتخبات، وتطرق لأهمية التركيز على الاستثمار الرياضي في المستقبل.
وأكد الشيخ عبد الله الشرقي أن رياضة بناء الأجسام أصبحت متطورة في الدولة بشكل كبير بفضل الكثير من الخطوات التي اتبعتها أسرة بناء الأجسام في الإمارات من المواطنين والمقيمين، ولم يقتصر التطوير على اتحاد اللعبة نفسه، بل إن الكثيرين من أبناء اللعبة من لاعبين محترفين ودوليين معتزلين أسهموا في رحلة التطوير.
يعتز أبناء مجتمع الإمارات من المواطنين والمقيمين على أرضها بالمكاسب الكثيرة التي عادت على الإمارات والعالم من استضافة إكسبو 2020، ومن أبرزها التعرف على تجارب العالم في مختلف المجالات، وتقديم نموذج فريد، وخريطة طريق لبدء مرحلة التعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد 19، بجانب الإسهام في فتح أسواق جديدة، وتعزيز الشراكات، واستكشاف الفرص، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات المستقبلية، ومثّل المعرض العالمي عاملاً مهماً في تعزيز النمو الاقتصادي ومشاركة الخبرات، وإبرام صفقات تجارية واستثمارية جديدة، بالإضافة إلى تعزيز المكانة العالمية لدبي والإمارات.
وعزز «إكسبو 2020 دبي» المكانة العالمية للإمارات ،ووضع بصمة مميزة وتقلة نوعية في اقتصاد الرياضة بالدولة من خلال استقطاب نجوم العالم ليلتقوا في دبي، التي أصبحت مصدراً ملهماً للرياضة والرياضيين، وخاصة مع حرص جهات عدة على تجسيد المشاركة الرياضية في المعرض الدولي، وتوجد العديد من الشركات اتخذت دبي مكاناً للاستمرار بالعمل المستقبلي، وهو ما سيعود على الإمارات عموماً، ودبي والرياضة بالكثير من المكاسب.
وأسهم المعرض العالمي بشكل فاعل في التعرف على قصص ملهمة، والثقافات الرياضية المتنوعة في العالم، وكان مسرحاً لبطولة العالم للشطرنج، بجانب حضور قوي في الكريكيت، وسباقات الدراجات الهوائية، فضلاً عن ما يتصل بالاحتفاء بأبطال ونجوم في مختلف الرياضات، وغيرها من المبادرات الرياضية التي تزامنت مع المعرض العالمي الذي كان مكاناً للتطلع لمستقبل باهر في الرياضة وغيرها، وهو ما سينعكس بمكاسب كثيرة على الرياضة الإماراتية والعالمية.
أصبحت الرياضة في وقتنا الحاضر أحد منابع تطوير الاقتصاد في العالم، والاقتصاد أصبح مورداً مهماً لتطوير الرياضة، بمعنى أن كلاً منهما له ثقله الكبير في تطورهما معاً، والقيادة الحكيمة لدولة الإمارات تحرص على استثمار هذا الجانب ليكون عنصراً مهماً في تطور الرياضة في جميع الأوقات، وأعتقد أن استثمار البنى التحتية المميزة في الدولة بتنظيم البطولات الكبرى والدورات والفعاليات الرياضية، وحضور العالم إلى الإمارات، سيعود بالكثير من الفوائد على الاقتصاد، وخصوصاً الشركات الاستثمارية في الرياضة وما يتصل بها، والتي وجدت الكثير من عوامل تطوير الاقتصاد وتثبيت نجاحاته ومكاسبه، ما يمهد لنقلة نوعية مضافة في المستقبل القريب من خلال الخمسين عاماً المقبلة، ومنها على سبيل المثال تأسيس شركات رياضية لتطوير مصادر الدخل، خصوصاً وأن الرياضة تحظى بشعبية كبيرة، على سبيل المثال ندرس في اتحاد بناء الأجسام كيف يكون لنا دور فاعل في هذا الشأن مستقبلاً.
الإمارات بلد التسامح والتعايش منذ أول يوم على تأسيسها، ما جعلها وجهة عالمية لاستقطاب المستثمرين في مختلف المجالات، ومنها الرياضة، ومن المؤكد أن الكثير من المكاسب الاستراتيجية ستكون حاضرة وبقوة لكي تسهم بتطور الرياضة المحلية والعالمية بشكل بارز انطلاقاً من الإمارات، وأكدت الكثير من المبادرات المميزة والهادفة النهج العالمي للإمارات في تعزيز التسامح، لتكون الدولة حاضنة للاستثمارات في كل المجالات، ومنها الرياضة.
صناعة البطل الأولمبي هو مشروع تضطلع به الهيئة العامة للرياضة، واللجنة الأولمبية الوطنية، وبفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، سيرى المشروع النور في فترة ليست بعيدة، لكن هذه المهمة الوطنية الكبرى يجب أن تكون مسؤولية مشتركة بين الجميع، ولا تقتصر على الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية، بل يجب أن يشارك الجميع في المهمة تحت مظلة الهيئة و«الأولمبية»، وواجبنا في الاتحادات بشكل عام العمل معاً على تعزيز تطلعات الرياضة الإماراتية في هذا الجانب.
وتتمثل رؤيتنا في هذا الجانب في ضرورة الرجوع إلى رياضة المدارس، بوجود مدربين أو مدرسي رياضة متخصصين، وإعطاء الوقت الكافي للأندية والاتحادات للعمل على استكشاف وتدريب وتطوير اللاعبين الذين من الممكن أن يصلوا للأولمبياد، والعمل معهم من الصغر، بجانب الاستفادة من أفضل المواصفات العالمية المتبعة في صناعة البطل الأولمبي، وتربطنا علاقات ممتازة مع أفضل الدول في الجانب الرياضي، ويمكننا الاستفادة منها.
من الواضح أن «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي» أصبحت بمثابة المحرك الرئيس لتطوير المستويات الفنية للرياضيين، وفي مقدمتهم الرياضيون العرب، لأهميتها في التحفيز على النجاح والتميز لاعتلاء منصات التتويج العالمية، وأصبحت الجائزة الحافز الأكبر للرياضيين وطريق التميز والعالمية، كما أن استراتيجية الإمارات في مكافأة الأفضل جعلت التميز هدفاً لكل رياضي، سواء كان في الإمارات أو الوطن العربي، وأسهمت هذه الجائزة بقصص ملهمة للكثير من الرياضيين من أجل الاجتهاد في التدريب والالتزام الرياضي لكي يصبحوا مؤهلين للفوز بإحدى فئات الجائزة، التي تعتبر الأفضل على مستوى العالم.
أسهمت البنى التحتية المميزة في جميع إمارات الدولة في مختلف الجوانب، ومنها البنى الرياضية والخبرة التنظيمية المتراكمة وثقة الاتحادات الدولية بالكوادر الإماراتية ومكانة الإمارات في العالم، وعناصر أخرى، في أن تكون الملاعب والقاعات الرياضية الإماراتية وجهة مميزة لتنظيم البطولات والدورات الرياضية وإقامة المعسكرات التدريبية، وهذه الأمور انعكست بشكل مميز على رياضيي الإمارات، لكونها أسهمت باختصار الوقت نحو تطوير ثقافة ممارسة الرياضة والتطور فيها، وأن تكون الرياضة والتميز فيها أسلوباً للحياة، والتعرف على ثقافات الدول المتقدمة في الرياضة، إضافة إلى الترويج لمكانة الإمارات على مستوى العالم، وأسهمت هذه الاستضافات في توسيع الاستثمار الرياضي والاقتصاد في الجانب الرياضي.
نحن في اتحاد بناء الأجسام لدينا منتخب قوي نفتخر به، وقد تمكن من الفوز بالمركز الثاني في بطولة العالم في الفجيرة عام 2019، وواصل نجاحاته في الاستحقاقات التالية، ولصناعة منتخب قوي يتوجب تأمين عناصر مهمة، ومنها الثقة بالآراء الخاصة ببناء المنتخبات، وتمكين المدربين والإداريين، وإعطاؤهم الفرص للإبداع، وتحفيز الرياضيين بمختلف السبل لمزيد من العمل والتدريب الرياضي، وعلى صعيد آخر لا بد من المشاركة في أكبر عدد من البطولات الدولية للتعرف على ما وصلت إليه دول العالم في رياضاتها التي تتميز بها، للاستفادة من تجاربها المميزة وتطبيقها في بناء منتخب قوي، كل في لعبته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق