َاعلان

الاثنين، 4 مايو 2020

هكذا بدت تركيا تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان في ظل "الوباء" مقسمه لدويلات متضاده



ظهر وبوضوح في تركيا، التي تخطت فيها إصابات كورونا حاجز الـ126 ألفا، لتصبح من بين أكثر دول العالم تضررا من الوباء، سعي أردوغان لاستغلال الأزمة سياسيا، بهدف إظهار سلطته الكاملة على الحكومات البلدية التي يديرها منافسوه، لا سيما حزب الشعب الجمهوري، المعارض الرئيسي.

حيث وجد أردوغان في وباء كورونا فرصة سانحة لكيل لكمات جديدة إلى المدن "المنافسة" في تركيا وكسب أرض سياسية جديدة، بدلا من السعي لإيجاد مخرج من المأزق الصحي الخطير.

فمنذ الخسارة التي تلقاها أردوغان في الانتخابات المحلية الأخيرة، وفقد بعدها السيطرة على أهم مدينتين في تركيا، وهما إسطنبول وأنقرة، سلك الرئيس التركي كل السبل الممكنة لإفشال التجربة الجديدة لمعارضيه، ومحاربتهم بشتى الطرق بما في ذلك استخدام القوة أو لي ذراع القانون.

فقد سمح أردوغان للمدن التي يديرها حزب العدالة والتنمية الحاكم بجمع التبرعات للمساعدة في تمويل تدابير الاستجابة لفيروس كورونا، وفي المقابل، منع المدن التي يديرها حزب الشعب الجمهوري، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة، من القيام بنفس الشيء ، حيث اطلقت السلطات التركية  تحقيقات جنائية ضد عمدتي إسطنبول وأنقرة في حملات تبرع شبيهة بما يحدث في مدن أخرى يحكمها عمداء موالين لأردوغان، بينما منعت حكومة الرئيس حملة الخبز المجانية في بلدية مرسين التي كان يديرها حزب الشعب الجمهوري، وأغلقت مستشفى ميدانيا في أضنة التي يديرها حزب الشعب الجمهوري، والمطاعم التي يديرها الحزب ذاته في أنطاليا ومرسين وأسكي شهر.

هكذا بدت تركيا تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان في ظل "الوباء" دويلات متضادة، يسمح لبعضها بجمع التبرعات لمواجهة فيروس كورونا المستجد، بينما تحارَب الحملات المشابهة في الأخرى، بل تكال الاتهامات لرؤسائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق