يجري الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، زيارة دولة إلى سلطنة عمان، الثلاثاء، تستمر يومين ، وتحمل تلك الزيارة أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنها أول زيارة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان للسلطنة منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي، الأمر الذي يجعلها زيارة تاريخية.
وتتوج زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لسلطنة عمان العلاقات الأخوية القوية المتنامية بين البلدين على مختلف الأصعدة ، زيارة تعطي دلالة أخرى على أهمية أخرى كونها تأتي بعد سلسلة زيارات متبادلة مكثفة بين مسؤولي البلدين شهدتها الفترة الماضية تنفيذا لتوجيهات قيادات البلدين بتعزيز التعاون بينهما.
ويبحث القائدان خلال الزيارة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات، كما يناقش الجانبان مجمل التطورات الخليجية والعربية، والقضايا محل الاهتمام المشترك، وجهود البلدين في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتزينت شوارع العاصمة العمانية مسقط، وميادينها بأعلام دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقة، احتفاء بالزيارة التي يقوم بها صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، اليوم للسلطنة. كما تصدرت زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، عناوين الصحف العمانية التي أفردت صفحاتها الأولى للإشادة بالزيارة التي تأتي انطلاقاً من العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تربط البلدين، وتعزيزاً لأواصر المحبة ووشائج القربى التي تجمع الشعبين الشقيقين، ودعماً للتعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتنموية، ودفعها إلى الأمام بما يلبي تطلعات البلدين ويحقق أهدافهما على صعيد التنمية المستدامة.
وترتبط الزيارة بتوقيت مهم يتمثل في حدثين رئيسيين على المستوى العربي والخليجي، وهما القمة العربية المرتقبة في الجزائر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والقمة الخليجية الـ43 ديسمبر/كانون الأول المقبل، والتي تترأس دورتها القادمة سلطنة عمان، الأمر الذي يجعل المباحثات المرتقبة محطة مهمة على طريق تعزيز التضامن الخليجي والعربي.
وتمتد العلاقات بين البلدين الشقيقين بجذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة، التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهما، قد عقدا لقاء تاريخياً في العام 1968.
فقد شكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين. وتُعد دولة الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عمان، فقد بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان، خلال العام الماضي 46 مليار درهم بنمو 9 % مقارنة بعام 2020، وبلغ متوسط النمو في تجارة البلدين خلال آخر 5 سنوات نحو 10%، حسب إحصاءات تم استعراضها، خلال الملتقى الاقتصادي الإماراتي- العماني. ويعمل البلدان على تعزيز الأنشطة التجارية والاستثمارية بينهما، وتنمية الشراكة في العديد من القطاعات.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق