ينطلق المستكشف راشد غداً نحو سطح القمر في تمام الساعة 12:39 مساءً بتوقيت الإمارات، على متن صاروخ «سبيس إكس فالكون 9»، بعد وضعه على متن مركبة الهبوط هاكوتو- آر HAKUTO-R، التي طورتها شركة «آي سبيس» اليابانية، من مجمع إطلاق الفضاء 40 في محطة كيب كانافيرال للقوات الجوية في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية، حيث ستستغرق الرحلة إلى القمر حوالي 3 إلى 4 أشهر.
تتواصل الاستعدادات مع بدء العد التنازلي لانطلاق مهمة الإمارات للقمر «المستكشف راشد» غداً الأربعاء في تمام الساعة الـ 12:39 ظهراً بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة، والـ 03:39 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية، في رحلة تستغرق 5 أشهر، حيث من المقرر أن يهبط على سطح القمر في أبريل 2023.
ويتواجد «المستكشف راشد» حالياً بوضع الجاهزية على متن مركبة الهبوط اليابانية «هاكتور- آر» التي من المقرر أن تحمله بعد وضعها على صاروخ الإطلاق «سبيس إكس فالكون 9»، داخل قاعدة كيب كانافيرال في المجمع رقم 40 في ولاية فلوريدا، وتبلغ مدة المهمة العلمية يوم قمري واحد، أي ما يعادل 14 يوماً من مثيلاتها على كوكب الأرض.
ويستعد فريق العمليات الموجود في المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء المسؤول عن الاتصال، لمتابعة انطلاق المهمة والوصول الآمن لسطح القمر، ومن ثمّ بدء المهمة العلمية، وحتى الانتهاء منها بنجاح، حيث سيكون هناك تواصل مستمر مع المحطة الأرضية اليابانية التي تتابع مركبة الهبوط «هاكتور- آر»، المسؤولة عن تقديم خدمات توصيل المستكشف والمعدات الخاصة بالمشروع، وتوفير الاتصالات السلكية والطاقة خلال مرحلة الاقتراب من القمر، والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط، حيث سيتم إرسال الأوامر واستقبالها وتحليل المعلومات الواردة يومياً حتى وصول المستكشف بنجاح إلى سطح القمر.
وسيهبط «المستكشف راشد» في منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً منطقة «فوهة أطلس» كموقع هبوط رئيسي، والتي تم اختيارها إلى جانب مواقع هبوط احتياطية أخرى، ويعتبر هذا الموقع آمناً ويقدم قيمة علمية مهمة، حيث يمكن لفريق المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء توجيهه بحسب سهولة التضاريس وصعوبتها وأهمية المنطقة المراد استكشافها، وسيتحرك المستكشف على سطح القمر، متنقلاً في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، حيث سيقوم بالتقاط بيانات وصور نادرة، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، وستكون البيانات والصور التي سيوفرها حديثة وذات قيمة علمية ومعرفية كبيرة.
ويتميز المستكشف الإماراتي بعدد من المزايا والمواصفات التقنية العالية الجودة والكفاءة، حيث تم تزويده بكاميرات ثلاثية الأبعاد، ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة، وهيكل خارجي وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، ويحمل المستكشف 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر، كما يتضمن نظاماً لتعزيز كفاءة التصاق عجلات المستكشف بسطح القمر، وهيكلاً متيناً لحماية الأجهزة والمحركات من تغير درجات الحرارة.
وسيرسل المستكشف على الأقل 1000 صورة، سيحلل بياناتها فريق علمي إماراتي من مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء، ومن المقرر أن تتضمن المعلومات المرسلة من «المستكشف راشد»، صوراً للهبوط على سطح القمر، والصور السطحية الأولى، وصوراً ليلية للأرض، وصوراً حرارية، وصوراً ذاتية، إضافة إلى إرسال بيانات الملاحة، التي تتضمن وقت الرحلة وبيانات التضاريس السطحية على سطح القمر، ودرجات الحرارة، واستهلاك الطاقة وغيرها من المعلومات المهمة، ويُعد القمر منصةً مثاليةً لاختبار التقنيات والمعدات الجديدة التي سيتم استخدامها مستقبلاً في بعثات استكشاف الفضاء الخارجي ومنها المريخ، حيث يتيح الهبوط على سطح القمر اختبار تعرض أجهزة الاستشعار، وغيرها من التقنيات لبيئة الفضاء لفترات طويلة.
وأكمل «المستكشف راشد» خلال المرحلة الثانية سلسلة من الاختبارات البيئية خلال قسمين من الاختبارات، الأول شمل اختبار الفراغ الحراري النهائية، والذي تم بمختبرات CNES، كما تم تعريض المستكشف لدرجات حرارة شديدة الارتفاع والانخفاض لمحاكاة بيئة سطح القمر، وفي القسم الثاني خضع المستكشف لاختبار الاهتزاز والصدمة لدى شركة إيرباص، واختتمت مجموعة الاختبارات الضرورية في ألمانيا خلال المرحلة الأخيرة من عمليات الفحص على واجهات مركبة الهبوط من «آي سبيس» التي ستنقل المستكشف بأمان إلى سطح القمر.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق