أكدت هيئة البيئة بأبوظبي، عملها على اتخاذ إجراءات استباقية وتقديم مقترحات وحلول جديدة لتعزيز التنويع الاقتصادي من خلال الابتكار واستخدام تقنيات منخفضة الكربون، مشيرة إلى أن استراتيجية التغيّر المناخي لإمارة أبوظبي حدّدت محورين أساسيين لضمان استمرارية الأعمال وتعزيز مرونتها في مواجهة مخاطر تغيّر المناخ، المحور الأول خاص بالحدّ من الانبعاثات مع الحفاظ على النمو الاقتصادي، والمحور الثاني يركز على تعزيز مرونة القطاعات الاقتصادية الرئيسة في التكيف مع المخاطر المتوقعة.
وتفصيلاً، شددت الهيئة، على أن إمارة أبوظبي ملتزمة بتحقيق أهدافها بخفض الانبعاثات بمقدار 47 مليون طن من غازات الدفيئة بحلول عام 2030، مشيرة إلى أنها ستقوم خلال السنوات الخمس المقبلة بخفض انبعاثات الإمارة بنسبة 22% عن مستوى الانبعاثات الكلية في عام 2016، ما يعادل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تختزنها 500 مليون شجرة لمدة 10 سنوات، لضمان حماية قطاعات البنية التحتية، والطاقة، والبيئة والصحة، من تداعيات التغيّر المناخي بحلول 2050. وأشارت إلى أن استراتيجية التغيّر المناخي لإمارة أبوظبي، تهدف إلى تعزيز مرونة الإمارة في مواجهة مخاطر التغيّر المناخي، ودعم جهود تحقيق أهداف الحياد المناخي، وتعزيز إسهام الإمارة في دعم الدور الريادي العالمي لدولة الإمارات في مجال الاستدامة وجذب الاستثمارات وضمان نمو اقتصادي مستدام، لافتة إلى أن وجود أبوظبي ضمن المُدن الأكثر مرونة وتكيفاً مع آثار التغير المناخي في المنطقة يجعل منها وجهة أكثر استقطاباً للاستثمار والكفاءات ومشاريع الأعمال.
وأوضحت الهيئة أنه سيتم تنفيذ محوري التخفيف من التغيّر المناخي والتكيف مع التغيّر المناخي من خلال 81 مبادرة مبتكرة و12 مشروعاً استراتيجياً في مختلف المجالات الحيوية ذات الصلة، بما في ذلك إنتاج المَركبات المنخفضة الانبعاثات، وتشجيع زراعة أشجار القرم، ودعم مبادرات التوريد المستدامة، وتعزيز قوانين البناء، ودعم الاستثمار والابتكار في المجال البيئي، وتطوير تقنيات الكربون السالبة وأساليب إزالة الكربون والموارد المتجددة الأنظف.
جدير بالذكر، أن إطلاق استراتيجية التغيّر المناخي لإمارة أبوظبي يبرهن الريادة المناخية لدولة الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي، ويدعم أهداف اتفاقية باريس للمناخ؛ حيث كانت دولة الإمارات أول دولة في المنطقة تنضم إلى الاتفاقية وتوقّع على بنودها، إضافةً إلى كونها الدولة الأولى في تحويل إمدادات الطاقة إلى طاقة نظيفة، من خلال التحوّل إلى مصادر الطاقة المتجددة، ووضع خطة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأكدت هيئة البيئة بأبوظبي، أن مبادرة القرم - أبوظبي تعزز من مكانة الإمارة بصفتها مركزاً عالمياً رائداً للأبحاث والابتكار في مجال الحفاظ على أشجار القرم، مشيرة إلى أن هذه المبادرة بمثابة منصة تهدف إلى تطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي وتشجيع أفراد المجتمع على المساهمة في الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى إنشاء مشتل متطوّر لأشجار القرم في أبوظبي ليصبح مركزاً للأبحاث والدراسات.
وأشارت الهيئة إلى إنجازها المرحلة الثانية من مشروع المسؤولية البيئية والاجتماعية «الكربون الأزرق» بنجاح، والذي يهدف إلى الحفاظ على أشجار القرم في الإمارة، حيث تضمنت هذه المرحلة نثر أكثر من 35 ألف بذرة من بذور القرم في منطقة المرفأ باستخدام تقنية الطائرات من دون طيار المبتكرة للزراعة.
مؤتمر الأطراف COP
حدّدت الأمم المتحدة، في تقرير لها، أن صافي الانبعاثات الصفري هو خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى أقرب مستوى ممكن من الصفر، مع إعادة امتصاص أي انبعاثات متبقية من الغلاف الجوي، عن طريق المحيطات والغابات على سبيل المثال.
وتحت عنوان «المناخ صالح للعيش.. لابد من إسناد الالتزامات بخفض الانبعاثات بإجراءات جريئة وصدقية»، ذكر التقرير أن العلم يُظهر أنه من أجل تجنب أسوأ آثار تغير المناخ والحفاظ على كوكب صالح للعيش، يجب أن تقتصر زيادة درجة الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة. حالياً، أصبحت الأرض أكثر دفئاً بنحو 1.1 درجة مئوية مما كانت عليه في أواخر القرن الـ19، مع استمرار الانبعاثات في الارتفاع. لإبقاء الاحترار العالمي لا يزيد على 1.5 درجة مئوية - على النحو المطلوب في اتفاق باريس - يجب خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.
ويُعد الانتقال إلى عالم صافي انبعاثاته صفر أحد أكبر التحديات التي واجهتها البشرية. ولن يتحقق ذلك سوى بتحول كامل في كيفية إنتاجنا واستهلاكنا وتحركنا.
ويُعد قطاع الطاقة مصدر نحو ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الدفيئة اليوم ويمثل المفتاح لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ. ومن شأن استبدال الطاقة الملوثة من الفحم والغاز والنفط بالطاقة المستمدة من مصادر متجددة، مثل الرياح أو الشمس، أن يقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق