يتسابق الأطباء والمتطوعون من أبناء دولة الإمارات للمشاركة في عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية
من أفغانستان إلى فلسطين، مرورا بسوريا وتركيا، تجوب مبادرة "الفارس الشهم" الإماراتية العالم لتقديم الدعم الإنساني لمن يحتاج إليه.
مساعدات عابرة للحدود تخفف أوجاع المكلومين وتجبر المتضررين من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، ترسخ بها الإمارات مكانتها كعاصمة للإنسانية، وتتوج سجل إنجازاتها الذي أضحى نموذجا متفردا للخير والعطاء الإنساني.
الفارس الشهم 3... من الإمارات الي غزة
حيث أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية ببدء عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
وتنفيذاً لأوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تقرر إقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل داخل قطاع غزة لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين في القطاع.
يأتي ذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية التي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحد
ولتسريع وتيرة تنفيذ التوجيه الإنساني، أمر رئيس دولة الإمارات قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون والتنسيق الشامل مع كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
أيضا، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بفتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة-أبوظبي، بجانب فتح باب التطوع للمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية.
يأتي هذا بعد أيام من توجيه رئيس دولة الإمارات العربية باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
مبادرات تتوالى لتشكل ملحمة إنسانية متكاملة لدعم أهل غزة، أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة بتوجيهه تقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار، فضلا عن إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" التي جمعت مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية منذ إطلاقها منتصف الشهر الماضي.
ومنذ اندلاع التصعيد بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم تتوقف جهود الإمارات السياسية والدبلوماسية والإنسانية على مدار الساعة لوقف الحرب، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل.
الفارس الشهم 2.. مساندة لتركيا وسوريا
يأتي إطلاق عملية الفارس الشهم 3 بعد نحو 4 شهور من انتهاء عملية "الفارس الشهم 2" التي انطلقت بتوجيهات من القيادة الإماراتية لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين في 6 فبراير/شباط الماضي.
مبادرة جسدت أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت الإمارات في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم، إذ تجاوز 150 مليون دولار، منهم 50 مليون دولار لتركيا.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع، في 13 يوليو/تموز الماضي انتهاء عملية "الفارس الشـهم 2" التي نفذتها بناء على توجيهات رئيس دولة الإمارات، بمشاركة وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ودائرة الصحة أبوظبي، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، لدعم الأشقاء والأصدقاء المتضررين من الزلزال المدمر في كل من سـوريا وتركيا، واستمرت أكثر من 5 أشهر.
وتعد عملية "الفارس الشهم 2" التي انطلقت في 6 فبراير/شباط 2023، من أنجح العمليات الموحدة التي نفذتها المؤسـسات الوطنية الإماراتية، والتي تم تحديد أولوياتها بالتنسيق مع السلطات في البلدين المتضررين، وذلك تجسيداً لنهج دولة الإمارات الإنسـاني البارز، وتنفيذا لتوجيهات قيادتنا الرشيدة في دعم الأشقاء والأصدقاء.
وأسفرت العملية عن إنقاذ عشـرات الأشخاص من تحت الركام، وعلاج 13 ألفا و463 حالة، إضـافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت 15 ألفا و164 طنا عن طريق الجسر الجوي الذي تضمن تنظيم 260 رحلة جوية، حملت على متنها 6912 طنا من مواد المساعدات العاجلة بما في ذلك الخيام والأغذية الأساسية والأدوية، بينما تم نقل 8252 طنا من المساعدات الإنسـانية باستخدام 4 سفن شحن، لنقل مواد الإغاثة ومواد إعادة الإعمار إلى المناطق المتضررة.
وأرسلت الإمارات المستلزمات الطبية والإغاثية والغذائية وفرق البحث وآليات مجهزة بالمعدات الخاصة بإزالة الأنقاض، والفرق الطبية، وشيدت مستشفى ميدانيا لعلاج المصابين في منطقة إصلاحية بغازي وآخر في "هاتاي".
ومنح الرئيس التركي، في 27 أبريل/نيسان الماضي، فريق عملية "الفارس الشهم2" وسام "الدولة للتضحية"، تكريما وتقديرا لجهود دولة الإمارات في أعمال البحث والإنقاذ في مناطق الزلزال.
كما أكدت سوريا على لسان أكثر من مسؤول أن الشعب السوري لن ينسى المواقف والمبادرات الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات.
وشددت دمشق على أن الشعب السوري لا ينظر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها دولة التقدم والتحضر والمدنية فقط، بل ينظر أولاً إلى القيم والمبادئ والأخلاق التي يتميز بها شعبها الذي يمتثل نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتوجيهات قيادتها الرشيدة التي تعد مثالاً يحتذى في العطاء والمحبة والمثل العليا.
الفارس الشهم 1.. إشادات دولية
وكانت أول عمليات الفارس الشهم قد انطلقت في أفغانستان في أغسطس/آب 2021 لإجلاء الرعايا من مختلف الجنسيات من أفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم.
ولعبت دولة الإمارات دوراً مهماً وأساسياً في إجلاء نحو 40 ألف شخص من الأفغان والرعايا الأجانب عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم أغسطس/آب 2021، بما في ذلك رعايا كل من فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وأستراليا والولايات المتحدة ونيوزيلندا ولاتفيا وإسبانيا والمكسيك.
لم تكتفِ الإمارات بمساعدة دول العالم على إجلاء رعاياها من أفغانستان في الظروف الراهنة فحسب، بل وافقت على استضافة 9000 من المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان، وذلك قبيل توجههم إلى دول أخرى.
وقام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه بتفقد، مدينة الإمارات الإنسانية التي كانت تستضيف مؤقتا العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول ثالثة.
أيضا سيرت الإمارات جسرا جويا لنقل المساعدات الإغاثية والإنسانية لأفغانستان.
وعلى إثر هذه الجهود الاستثنائية، توجه الشعب الأفغاني وحركة طالبان بتوجيه الشكر للإمارات.
كما قام الكثير من قادة دول العالم بتوجيه الشكر للإمارات، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة إسبانيا وأستراليا والمملكة المتحدة وفرنسا ونيوزيلندا على جهودها في مساعدتهم على إجلاء رعايا بلادهم من أفغانستان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق