أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتقديم سلسة تسهيلات وأعمال دعم مباشر، ووصلت المساعدات العاجلة بقيمة 50 مليون درهم لإغاثة المتضررين من الفيضانات في باكستان.. فضلا عن توفير المساعدات الإغاثية، التي تولت "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" تقديمها، لدعم المتضررين من الفيضانات، التي تأثر بها الشعب الباكستاني.
من المعلوم أن المساعدات الاماراتية التي تقدمها المبادرات بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي و"مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية"، ستكون بصيغة دعم غذائي مباشر للأسر والأفراد، الذين تأثروا بتداعيات الفيضانات، التي ذهب ضحيتها أكثر من 1136 شخصًا، وتسببت في نزوح الملايين عن منازلهم، وتدمير أكثر من 3450 كيلومترًا من الطرق الحيوية، وعزل قرى بأكملها، وهذا ليس غريبًا على مواقف وتوجهات قيادة دولة الإمارات، التي تتميز دبلوماسيتها بالرشادة والحنكة، وبناء جسور من التواصل مع شعوب الدول الشقيقة والصديقة، تأسيًا بتقاليد ومرتكزات راسخة يعمل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، على تكريسها، بل وتطوير أسسها دائمًا، وهو ما يؤكد ويعمّق فكرة الدولة الكبيرة في نطاقها، والتي تتعدد وسائل تعاملاتها وأدواتها دائمًا، وهو ما يعطي الدلالات والمعاني لدبلوماسية رائدة، ووفق سياسة خارجية حكيمة بُنيت على معطيات راسخة وممارسات لدور فاعل ومؤثر، وبناء يقوم على تحقيق المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة والانتقال بالسياسة الخارجية في دوائر محددة لآفاق عدة ترتكز على وسائل مستحدثة، بما سيكون له من أثر طيب لدى الشعوب، والدول التي ترتبط بها دولة الإمارات في دوائر متعددة.
وقد جاء الدعم الإماراتي الأخير لباكستان، ليفسر عن قرب مساحات التفاعل الحقيقي مع الأزمة الإنسانية التي تعيشها باكستان، وتطلبت تدخلا حقيقيا وسريعًا، وهو ما برز في تنفيذ توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في إشارات لا تغيب عن التحليل بأن دولة الإمارات تعمل إلى جوار الأشقاء والأصدقاء، ولا تتوانى عن تقديم أي مساعدات في لحظات الخطر لأي دولة، ودونما تمييز، الأمر الذي أكسب السياسة الخارجية الإماراتية وأدواتها النشطة أهمية إقليمية ودولية كبيرة، في ظل تصاعد مساحات التوتر في العالم الراهن، واستمرار حالة الأزمة والانقسام الدولي، التي خلفتها الأزمة الأوكرانية الروسية، وارتداداتها التي شملت دولا وبقاعًا عدة في العالم.
في الاجمال، فإن دولة الإمارات تقف في مصاف الدول الكبرى، التي تعمل من أجل دعم "الإنسان العالمي" دون تمييز، ومن خلال مقاربات واقعية وعملية تؤكد جدارة السياسة الخارجية الإماراتية في تحقيق حضور دولي راقٍ، بما يخدم بالأساس استقرار العالم وسلامته وأمنه.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق