في كل 19 رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» حيث تحيي دولة الإمارات في هذا التاريخ «يوم زايد للعمل الإنساني» ، وتجسد المناسبة قيم الوفاء لإرث القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العمل الإنساني والحرص على مواصلة نهجه في العطاء ومد يد العون لجميع الدول والشعوب دون تمييز أو تفرقة.
ويعد «يوم زايد للعمل الإنساني» إحدى أهم المحطات في أجندة الأحداث السنوية في دولة الإمارات، وهي مناسبة للاحتفاء بمناقب وإنجازات رائد العمل الإنساني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أسهمت مبادراته النوعية في التخفيف عن الشعوب في كافة المناطق التي شهدت النزاعات والكوارث وفي مساعدة الفقراء والمعوزين لبث السعادة في نفوسهم، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو عرقية أو دينية.
وتحولت المناسبة إلى منصة سنوية لإطلاق المبادرات الإنسانية والخيرية من المؤسسات الوطنية المختلفة ترسيخاً لإرث زايد والسير على دربه في نشر العمل التطوعي والإنساني بأبهى صوره وتتويجاً لجهود الدولة ورسالتها المرتكزة على الإنسان بهدف إحداث الفرق في حياة الناس والمجتمعات على حد سواء.
ومن الجدير بالذكر ان مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، بمناسبة "يوم زايد للعمل الإنساني"، مبادرة " افعل خيراً "، لتوزيع وجبات على الصائمين في محطتي بترول بالتعاون مع شركة أدنوك للتوزيع، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبمشاركة 20 طالباً من أصحاب الهمم، تأكيداً على مساهمتهم في مختلف الشؤون المجتمعية والمشاركة التطوعية، وتعبيراً عن روح العطاء لأصحاب الهمم. أقيمت المبادرة في محطتين تابعتين لأدنوك، محطة ربدان بمنطقة المشرف بأبوظبي، ومحطة ربدان على طريق أبوظبي المصفح، وشارك 10 طلاب من أصحاب الهمم في كل محطة، بحضور ممثلي شركة أدنوك للتوزيع وعدد من كوادر الشركة، وممثلي مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وأكدت مؤسسة زايد العليا أن أصحاب الهمم جزء هام في المجتمع وجاءت مساهمتهم في هذا العمل الإنساني والتطوع لأجل العطاء؛ وقالت: تقدر المؤسسة وتعتز بمشاركة منتسبيها في تلك المبادرة، وتوزيع وجبات كسر الصيام بالتعاون مع أدنوك للتوزيع وهيئة الهلال الأحمر الاماراتي، بمناسبة "يوم زايد للعمل الإنساني" الذي نتشرف في المؤسسة بحمل إسمه الغالي ونشعر بمزيد من الفخر والاعتزاز بذلك. وأشادت المؤسسة بالهدف من المبادرة، ووجهت الشكر إلى أدنوك للتوزيع وهيئة الهلال الأحمر وإلى القائمين على المبادرة على تعاونهم، مشيرة إلى أنها تسعى إلى غرس الأخلاق الحميدة وحب عمل الخير في قلوب منتسبيها من مختلف فئات أصحاب الهمم وتشجعهم على المشاركة في الأعمال التطوعية والإنسانية في إطار تأدية رسالتها النبيلة لرعايتهم وتأهيلهم والعمل على تمكينهم ودمجهم في المجتمع.
ويعتبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) رمزاً للعطاء وتقديم العون لكل محتاج في أي منطقة بالعالم، وقد تبوأت دولة الإمارات بفضل جهوده ومبادراته الإنسانية في مناصرة الضعفاء ومساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين، الصدارة والريادة في ميادين العمل الخيري والإنساني إقليمياً ودولياً.
وحرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على توفير الدعم للمؤسسات الخيرية والإنسانية العاملة بدولها، ولاقت اهتماماً كبيراً من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في جميع لقاءاته، ما مكنها من أن تؤدي رسالتها الإنسانية النبيلة على أكمل وجه، وأن تصل الأيادي البيضاء إلى كل صاحب حاجة سواء داخل الدولة أو خارجها، بما يضمن تحقيق غاياتها وأهدافها السامية التي أنشئت من أجلها.
ويستمد نموذج العطاء الإنساني الذي تقدمه دولة الإمارات إلى العالم مبادئه من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي تعلي قيمة التضامن الإنساني وتحث عليه، حيث أسس خلال عام 1971 صندوق أبوظبي للتنمية، ليكون عوناً للأشقاء والأصدقاء بالإسهام في مشروعات التنمية والنماء لشعوبهم.
كما أنشأ عام 1992 مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية لتكون ذراعاً ممتدة في ساحات العطاء الإنساني ومجالاته جميعها داخل الدولة وخارجها.
ويسجل التاريخ للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» أنه نجح في تحويل العمل الإنساني في دولة الإمارات إلى أسلوب حياة وسلوك حضاري تتناقله الأجيال بإكسابه صفة الشمولية، حيث تنطلق من الإمارات اليوم أكثر من 40 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وخيرية تغطي مساعدتها كافة دول العالم والشعوب المحتاجة والمتأثرة.
كما تتصدر الإمارات قائمة الدول الأكثر عطاءً على مستوى العالم نسبة إلى دخلها القومي. وتعم شواهد عطاء الشيخ زايد في مختلف الدول حيث تكاد لا تخلو بقعة من بقاع الدنيا إلا وتحمل أثراً كريماً يمجد ذكراه العطرة، من مستشفيات ومساجد ومراكز طبية وثقافية تحمل اسم «زايد».
ويعد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان من أكثر الشخصيات التاريخية الحاصلة على الأوسمة والنياشين الخاصة بالعطاء الإنساني والعمل الخيري، ففي عام 1985 منحت المنظمة الدولية للأجانب في جنيف /الوثيقة الذهبية/ للشيخ زايد باعتباره أهم شخصية لعام 1985.
وفي عام 1988 اختارت هيئة /رجل العام/ في باريس الشيخ زايد وذلك تقديراً لقيادته الحكيمة والفعالة ونجاحه في تحقيق الرفاهية لشعب دولة الإمارات وتنمية بلاده أرضاً وإنساناً، وجعلها دولة متطورة متقدمة. وفي عام 1993 منحت جامعة الدول العربية وشاح رجل الإنماء والتنمية للشيخ زايد، وفي عام 1995 قدمت جمعية المؤرخين المغاربة للشيخ زايد بن سلطان الوسام الذهبي للتاريخ العربي.
وذلك تقديراً منها لجهوده المتواصلة في خدمة العروبة والإسلام، وفي عام 1995 اختير الشيخ زايد «الشخصية الإنمائية لعام 1995» على مستوى العالم، وفي عام 1996 أهدت منظمة العمل العربية درع العمل للشيخ زايد تقديراً من المنظمة لدوره الرائد في دعم العمل العربي المشترك.
وبلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي تم توجيهها من الإمارات خلال الفترة من العام 1971 حتى العام 2004، ما يقارب نحو 90.5 مليار درهم، فيما تخطى عدد الدول التي استفادت من المساعدات والمعونات الإنمائية والإنسانية والخيرية التي قدمتها الإمارات حاجز الـ 117 دولة تنتمي لكافة أقاليم العالم وقاراته.
كما بلغ إجمالي عدد الدول التي استفادت من المؤسسات الإماراتية المانحة إلى أكثر من 178 دولة منذ تأسيس الدولة عام 1971 وحتى نهاية عام 2020، وبلغت قيمة هذه المساعدات 274.99 مليار درهم، وهذا ما يعكس نهج العطاء الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مساعدة الجميع، إذ إن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة تراعي الجانب الإنساني واحتياجات الشعوب، والحد من الفقر.
والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو اللون أو العرق أو الدين، وتترجم هذه السياسة الإنسانية لدولة الإمارات، تطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والاعتدال التي تتبناها الدولة، وهذه المنهجية إرث متأصل في سياسة الدولة الخارجية.
وآمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأهمية استقرار ورخاء الدول، وإحلال السلام والازدهار في المنطقة والعالم، وتصدرت القضايا الإنسانية والخيرية أولوية فكر واهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، داخل الدولة وخارجها، وبلغ حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات التي وجه بها، رحمه الله، في شكل منح وقروض ومعونات شملت معظم دول العالم أكثر من 98 مليار درهم حتى أواخر عام 2000.
أكمل القراءة...